الموعظه الحسنه
مما يحكى ان رجلا من التجار
اصابته قرحة في جسده , حتى كدرت عليه عيشه, فبحث عن اطباء فلم يجد فذكر له طبيب في
الهند فذهب اليه فوجد هذا الطبيب نحيفا" منجعفا على سريره فقال انت الطبيب!
فقال ,نعم 0 مابك ؟ قال بي هذه القرحه التي قد آذتني
وأسهرتني , وشوهت صورتي , فأريد أن تعالجها قال , بماذا ؟ قال بما شئت, قال
بنصف مالك , قال نعم فأعطاه نصف ماله على
أن يعالج هذه القرحه فما زال هذا الطبيب به يعالجه حتى شفيت هذه القرحه فذهب التاجر ينظر وجهه في المرآة فوجد القرحه
قد زالت , ولكن بقي أثرها سوادا يشوه صورته فرجع الى الطبيب ,فقال لازال السواد
باقيا , قال , ماعلى هذا قاولتك , ولكن قاولتك أن يزول الالم وقد زال بالكليه ,
فما زال يكلمه حتى اتفق معه ان يزيل أثر القرحه بالنصف الثاني من ماله فعالجه
الطبيب حتى زال اثر هذه القرحه , فلم يبق معه مال , ثم قال له الطبيب ,انني لم ارد
مالك فأنا أزهد الناس به , واغنى الناس عنه وهاانت تراني مابرانب واضعف جسدى الا
كثرة التامل والتفكير في امر هذه الدنيا وما بها , ولكنني أردت أن اعرف قدر نفسك
عندك وقدر مالك فقد عرفت أن نفسك أغلى عليك من مالك قال: نعم, قال, فمن أي دين انت
؟ قال من دين الاسلام , قال وما دين الاسلام ؟
فذكر له الاسلام , وان المؤمنين
والمسلمين يؤمنون بالدار
الاخره والبعث بعد الموت , الى غير ذلك ,
فتعجب هذا الرجل منه ! وقال انني وانا رجل
لااومن بهذا اعجب
ممن يبالغون في جمع الاموال
ويقبلون على الدنيا , ويجعلونها
مرادهم وهمهم ! فكيف وانت تؤمن
بدار الاخره تشتغل بمثل ذاك؟! فرجع الرجل متعظا مزدجرا"
ه