يمضون .. ويبقى رعد حمودي ..!!
فالح حسون الدراجي
لأسباب كثيرة إنسحب مُكرهاً أمس الكابتن رعد حمودي من الترشيح لإنتخابات رئاسة نادي الشرطة المقامة يوم الجمعة المصادف 18 مايس الجاري .. وقبل أن يسأل القاري الكريم عن أسباب هذا الإنسحاب المفاجيء لكابتن منتخب العراق رعد حمودي، وهو إبن النادي الشرعي، وحارس عرينه الباسل لسنين طويلة، والشخص الأول الذي مدَّ يده اليه، فأعاده الى النشاط الرياضي بعد سقوط النظام الصدامي مباشرة، وتحمل من أجل ذلك جميع التكاليف المالية المطلوبة، فدفع مبالغ طائلة من جيبه الخاص ليعود نادي الشرطة لمكانته الكبيرة في الساحة الرياضية العراقية، وقد كانت هذه المبادرة ترجمة للوفاء العظيم للنادي ولاأظن أن أحداً سينكرها على الرجل. لذا فإني أقول بأن الكابتن رعد قد إنسحب من هذه الإنتخابات، بعد أن وجد أن مسؤولاً كبيراً في وزارة الداخلية يتدخل ضده بقوة ويسعى جاهداً لإبعاده عن رئاسة النادي. وكم سيكون الأمر محزناً عندما نعلم بأن بعض أبناء النادي قد وقفوا خوفاً، أو طمعاً مع مسعى ورغبة هذا المسؤول الكبير، بإستثناء عضوي الهيئة العامة إحسان العاملي ورياض عبد العباس اللذين قررا الإنسحاب من الإنتخابات تضامناً مع الحق والعدل، والقيم الرياضية. ولعل الطامة الكبرى تكمن في أن لا أحد يعرف الأسباب التي تقف وراء إصرار هذا المسؤول على إبعاد رعد حمودي من رئاسة النادي، وهي يقيناً أسباب لاعلاقة لها بمصلحة النادي أو مصلحة البلد.. ولو كانت الأسباب وطنية حقاً لما سعى هذا المسؤول الكبير الى إستقدام المدعو (أصيل طبرة) ليكون بديلاً عن رعد حمودي، فهل ياترى أن وطنية الشخص المطلوب للعدالة الدولية أصيل طبرة أكبرمن وطنية رعد حمودي، أم أن إخلاصه، لنادي الشرطة أكبر من إخلاص ووفاء إبن النادي رعد حمودي .. ؟! وهنا أود أن أسأل عن المصلحة الحقيقية التي تقف وراء مسعى هذا المسؤول بعد أن تأكد بأن لامصلحة وطنية، أو رياضية تقف وراء إستقدام أصيل طبرة ليكون بديلاً عن رعد حمودي.. كما أسأل عن السبب الذي يدفع مسؤولاً كبيراً الى أن يترك مسؤولياته الأمنية والسياسية المهمة في هذه الظروف الوطنية الخطيرة، ويتفرغ لهذه القضية التي لاناقة له فيها ولاجمل. وكم سيكون الأمر محزناً حين نعلم بأن هذا المسؤول الذي يحمل تأريخاً جهادياً ونضالياً وطنياً كبيراً يكون طرفاً في قضية إستقدام شخص أبعدته هيئة المسائلة والعدالة عن الترشيح، خصوصاً بعد أن كثر الكلام واللغط حول هذه القضية في مواقع الأنترنيت ..ألم يكن من الأفضل أن ينأى بنفسه عن مثل هذه الأمور المحرجة، فيحفظ أسمه، وتأريخه الجهادي النبيل، ويحفظ إسم الكتلة، ورئيس الكتلة التي ينتمي لها من كل كلام يقال؟
وكم تمنيت أن يكتفي هذا المسؤول بمرارة تجربة أصيل طبرة، فلا يزج شخصاً يحمل تأريخاً وطنياً وجهادياً محترماً مثل السيد أياد بنيان، وهو الذي لا يمت لنادي الشرطة بصلة. ولا يملك تأريخاً رياضياً يتناسب والحجم الذي يستحقه موقع رئيس نادي الشرطة، لكن يبدو أن مشكلة هذا المسؤول تكمن في رعد حمودي وليس في غيره، فهو يريد إبعاد رعد بأية وسيلة، وليأتي بعده من يأتي. لقد مضى عشرات الوزراء والمسؤولين في وزارة الداخلية، ولا أحد يتذكرهم اليوم، لكن رعد حمودي وعبد كاظم ومجيد علي ومظفر نوري ومنعم حسين وبشاررشيد وغيرهم من نجوم الشرطة الكبار بقوا، وسيبقون خالدين رغماً عن أنف الزمن.