ربما كلماتي لا تليق للكثير من الزملاء والإخوة الإعلاميين والصحفيين لكنها بكل تأكيد تنال رضا وتأييد عدد لا بأس به من المنصفين والوطنيين المخلصين منهم وهذا بحد ذاته نتاج ايجابي لمضمون ما أود طرحه، فمنذ أكثر من ست سنوات والعمل الصحفي في العراق يعيش حالة من التناقض الإعلامي وعدم الثبات المبدئي ، كما انه يعاني لدرجة معتد بها من الانحياز الجهوي والفئوي والحزبي بغض النظر عن المعطيات الواقعية التي تنعكس عن العمل الميداني لتلك الجهات او الأحزاب او الفئات ، لكن للأسف الشديد ان الشوائب لا تكاد تبرح العمل الصحفي مهما كانت الانتقادات التي صدرت وتصدر من عدد ممن التزم المبادئ الصحفية والإعلامية من اجل إظهار وإبراز الحقائق الواقعية الملموسة باعتبار ان تلك الحقائق لا يمكن لها ان تكون على مرأى ومسمع الناس ما لم يتبناها الإعلام النزيه والذي يؤمن بالرسالية والموضوعية التي لابد من ان يتحلى بها هذا الجانب الإنساني من العمل.
ومع كل هذا وذاك لا يمنع او يشين ان يكون الصحفي داعية الى حالة إنسانية من شانها الرقي بالأمة والمجتمع والإنسانية ، سواء كانت تلك الحالة عمل سياسي او اجتماعي او فني ، او سواء كانت جهة او فئة او حتى طائفة ، طالما التزم بالمصداقية المطلوبة والنزاهة المرجوة في العمل الإعلامي ، فمن حق الصحفي او الإعلامي ان يروج لأفكار جهة سياسية يؤمن بأحقيتها في القضية الإنسانية او الوطنية او العقائدية ، ولكن ليس من حقه ان يروج ويدعو لحالة اثبت الواقع فسادها وعدم نفعها الاجتماعي .
ولو تعمقنا في الطرح بواقعية وميدانية وخصوصية أكثر حيث أركز حديثي على ما يجري اليوم في أوساط المشهد السياسي والإعلامي العراقي نجد ان هناك العديد ممن حسب نفسه وقلمه على الصحافة النزيهة والإعلام الحر وراح يدعو لهذه الجهة او تلك وهو يعلم علم اليقين بطلان ما يدعو له كما انه يعلم ويتيقن ان جهته تلك لها من الإضرار والإفساد في الأمة ما لا يخفى على الجاهل فضلا عن العالم .
وبنفس السياق نجد الحالة العكسية التي تمارس من قبل هؤلاء المحسوبين بتنفيذهم لأوامر ومخططات وأجندات جهاتها والمفسدة بتهميش الحالات الإنسانية او الوطنية النزيهة والتي يكون إظهارها وإبرازها تسقيطا جماهيريا وسياسيا لمن يدعون له ويروجون له . ولا تكاد كلمات احد مديري القنوات الفضائية العراقية تغيب عن مسمعي وهو يقول "لقد دفعت لنا ولباقي الفضائيات أموال من اجل التعتيم على ائتلافكم "..
وهنا يقصد السيد المدير "ائتلاف العمل والإنقاذ الوطني الحر" الذي تم تكوينه وتأسيسه من قبل عدد من الكيانات العراقية الوطنية المخلصة والتي باجمعها غير مشترك بـ ( البرلمان العراقي الحالي) بل كيانات سياسية وشخصيات أكاديمية وكفاءات علمية عراقية تؤمن بوحدة العراق أرضا وشعبا ومقدرات ، كما أنها تؤمن بان مشروع الإنقاذ الوطني لابد ان يكون من قبل أناس ذوي كفاءة ونزاهة ووطنية افتقد لها – للأسف – الكثير ممن تربع على كرسي البرلمان الحالي او الحكومة الحالية .
إذن الحالة الإعلامية التي تمارس بطرق غير مهنية وغير نزيهة هي التي تسيطر للأسف على الساحة الإعلامية والدعائية الحالية في البلاد وهناك أموال وأموال تدفع من اجل إسقاط هذه الجهة او تلك ورفع هذه الجهة او تلك والأداة والوسيلة هو الإعلام والصحافة .
وهنا أوجه دعوة إنسانية بصفتي صحفي وإعلامي ان يلتفت الإخوة المنصفين ممن نذروا أنفسهم للانتصار للحقيقة وإظهار وإبراز الوطنيين المخلصين من أبناء هذا البلد وعدم جعل هذا المسلك الإنساني بوقا للمنتفعين والوصوليين والفساد الذين اضروا ولازالوا يضروا البلاد .
ولا أريد ان أصادر حق الآخرين في الدعاية والدعوة الى الجهات التي يؤمنوا بها لكنني أقول لنكن منصفين ونعطي الجميع حقوقهم بالتساوي ولا نبخس حق الوطنيين علينا .
كتبهـا : باسم الجابري - بتــاريخ : 1